الوطن| رصد
قال أستاذ العلاقات السياسية الدولية في جامعة شمال تكساس، إبراهيم هيبة، إن مبادرة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي كانت “سلاحاً للبعثة والقوى الداعمة للانتخابات، في حال عدم جدية المجلسين في الوصول إلى توافق”.
إلا أن هيبة لم ينف، في تصريح رصده موقع “الوطن”، وجود مخاوف من أن يحاول المجلسان الالتفاف على مبادرة باتيلي، بما يدفع إلى إطالة الأزمة.
وحول حظوظ مبادرة باتيلي في النجاح، رأى أن المجلسين وضعا باتفاقهما، المبعوث الأممي في “موقف محرج”، خصوصاً أنه تحدث خلال إحاطته عن عدم توافقهما وتعذّر تمرير التعديل الدستوري من قبل مجلس الدولة، واستدل على ذلك بانسداد المشهد، وضرورة خلق حلول بديلة طالما لوّح بها سابقاً.
وتوقع هيبة، أن يتم السير “بما توصل إليه المجلسان من اتفاق”، مرجّحاً “ألا يتم تشكيل اللجنة التوجيهية”، أو أن تُشكّل كلجنة داعمة للجنة المجلسين التي ستُعنى بالقوانين المُكملة للانتخابات بحسب مقتضيات التعديل الدستوري الذي قام به المجلسان”.
ورأى أن الدول الغربية “محرجة في التعامل مع الأجسام السياسية الحالية، بسبب تشتتها وضعفها عن التعامل مع الملفات الكبيرة المطروحة في المنطقة، لهذا تجد تجديد الشرعية في نظرها ضرورة”. ولفت إلى أن المجلسين، وكل القوى السياسية الحالية “يخشون الإقصاء من المشهد السياسي، ويبحثون عن ضمان مكان في أي سيناريو مقبل”.
وأكد هيبة أن قوانين الانتخابات تمثل “تحدياً كبيراً”، بالإضافة إلى أهمية “تشكيل حكومة موحدة” في هذه المرحلة. وقال: “هناك معرقلات قد تحول دون توحيد السلطة التنفيذية، وفي الجهة الأخرى سيعيق الانقسام الحكومي الانتخابات، ولا يمكن التعويل على رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الذي لا يسيطر على كامل البلاد، وله مصلحة في البقاء، والانتخابات لا تخدمه، مع أنه أحد المرشحين لسباق الرئاسة في السابق، لكن شعبيته ليست كما يصورها الإعلام”.
ومع إقرار هيبة بأن الانتخابات عموماً تُعتبر مصلحة للولايات المتحدة والغرب عموماً، إلا أن التركيز فيها قد يتم على “التشريعية بالدرجة الأولى من دون الرئاسية”، وفق توقعاته، وذلك بسبب المشاكل المصاحبة للأخيرة.
وأضاف هيبة أن “الانتخابات ووجود سلطة موحدة مستمدة من الصناديق، سيخدمان الولايات المتحدة في مساعي إخراج قوات مرتزقة فاغنر (الروسية) من ليبيا ومن ثم من أفريقيا عموماً، ولهذا فإن المصالح الأميركية تتعزز بتجديد الشرعية وهي تدعم أي جهود للانتخابات، ولكنها ستواجه بمعارضة روسيا التي تسعى للإبقاء على فاغنر”، معتبراً أن “جدية الولايات المتحدة لا تكفي، لأنها لا تملك كل الأوراق، فهناك ملفات أخرى ترهقها مثل الصراع مع الصين والحرب الأوكرانية الروسية”.
وبحسب هيبة، فإن الأهم بالنسبة للغرب هو استمرار تدفق النفط والغاز، ثم استجابة الجميع لجهود مكافحة الإرهاب، وملف المرتزقة والهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى ملفات سياسية وأمنية واقتصادية معلّقة في المنطقة، “لهذا ستكون المعركة السياسية المقبلة حامية، وقد يفاجئ المشهد اللاحق الجميع بوجوه سياسية غير متوقعة”، وفق اعتقاده.