تقرير: أهالي تاورغاء لاجئون داخل بلادهم
الوطن|متابعة
نشرت صحيفة “العربي الجديد” تقريرًا عن استمرار معاناة أهالي تاورغاء الليبية الذين هُجّروا من بيوتهم منذ فبراير 2011، على خلفية موقفهم الموالي للنظام الليبي السابق، لتنطلق فصول مأساة اجتماعية وإنسانية قاسية لم تجد بعد طريقها للحلّ.
وأكد التقرير أنه على الرغم من مرور أربع سنوات على بدء عودة النازحين التدريجية من المخيمات إلى مدينتهم المدمرة، إلا أنهم يفتقرون إلى السكن اللائق، وغياب الخدمات في تاورغاء الليبية التي تحولت إلى مدينة أشباح نتيجة الأعمال التخريبية التي طاولت منازل السكان والمنشآت، واضطرار نحو 40 ألف شخص إلى النزوح عن مدينتهم الواقعة على بعد 38 كيلومتراً جنوب مدينة مصراتة، وتوزيعهم على عدة مخيمات في البلاد.
وأضاف التقرير التحليلي “على الرغم من توقيع ميثاق صلح بين مصراتة وتاورغاء في يونيو 2018، وبدء عودة العائلات إلى مدينتهم المدمرة، إلا أنّ فصلًا آخر من معاناة النازحين قد انطلق، وهو إيجاد مساكن تؤويهم، ما اضطر أعداداً كبيرة منهم إلى السكن في المدارس أو الدوائر الحكومية في المدينة، إذ يقطن مثلًا في مدرسة الشعب المسلح ما يزيد على 30 عائلة في حجر وفصول دراسية غير صالحة للعيش“، وتدهور الوضع الاقتصادي في ليبيا، جعل أهالي تاورغاء يجدون صعوبة في تأمين لقمة عيشهم.
ونشر التقرير رواية لإحدى الأهالي، وقالت “السالكة عبد الله” أنها تعيش بلا ماء ولا كهرباء، أو حتى مسكن صالح للعيش الآدمي، ما اضطرها إلى العودة إلى صناعة المنسوجات السعفية من ورق النخيل لتأمين بعض احتياجاتها، وهي مهنة أغلب النساء في المدينة.
من جهته، يعبّر الطفل معز التاورغي، عن أمانيه البسيطة، بتوافر منزل يؤويه وإخوته، ووجود مياه صالحة للشرب بدل الملوثة أو المالحة، وأيضاً دورات مياه نظيفة.
أما غزالة محمد، فقد تحدثت عن مكابدتها وزوجها أعباء أمراض مختلفة حتى قبل قدومها لمخيمات تاورغاء، بالإضافة إلى توقف مرتباتهم كل فترة، و“كل هذه الأمور ساهمت في إثقال كاهل اللاجئين من أبناء تاورغاء“.
وكان المجلس البلدي لمدينة تاورغاء قد قدّر عدد النازحين الذين ما زالوا يعيشون في مخيّمات النزوح بعشرة آلاف يتوزّعون على ثمانية مخيّمات في المناطق الواقعة شرقيّ البلاد.