المشير حفتر:ندعو لحراك سلمي منظم لإزالة كافة المعوقات
دعا القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير خليفة حفتر، الشعب الليبي إلى تصدّر المشهد السياسي في البلاد، عبر القيام بحراك سلمي منظم؛ لإزالة كل ما يقف في وجه تقدم ليبيا إلى الأمام.
وقال المشير حفتر في كلمة أثناء زيارته مدينة طبرق اليوم الإثنين، إن على الشعب حسم أمره، لوضع حد للعبث القائم، ويجب أن تنادي قواه الوطنية من كل أنحاء البلاد لحراك سلمي مدني منظم؛ لوضع خارطة طريق تصل بالوطن إلى بر الأمان.
وأكد المشير أنه حال إعلان الشعب لذلك في كل المدن والقرى، وفي كل الساحات والميادين، سيجد جيشه إلى جانبه لحمايته، كما كان على الدوام.
وأضاف: “إن الشعب يمهل ولا يُهمل، وقد أمهل أكثر مما ينبغي، حتى بلغت المعاناة أقصى درجاتها، وأصبحت السيادة الوطنية في مهب الريح، وتجره الإرادات المتناقضة نحو المجهول”
وأشار المشير إلى أن الشعب الليبي لن يقبل برؤية “وطنه يحترق دون أن يحرك ساكنا، ولن يسمح لعبدة الكراسي سلب إرادته والاستخفاف به، ولن يسمح لصراعاتهم بإحالة حياة المواطن إلى بؤس لينعموا هم بحياة الرفاهية من أموال الشعب، وقبل كل ذلك لن يسمح بضياع دماء الشهداء” على حد تعبيره.
وأبدى المشير دعمه التام لبيان مدينة طبرق، الذي يؤيد حق المواطنين في التظاهر السلمي، ويستنكر عمليات التخريب والنهب التي تعرض لها مؤخرا مقر مجلس النواب، وهي أعمال لا تمثل إلا مرتكبيها، على حد قوله.
وجدّد المشير التذكير بأن هزيمة الإرهاب على يد القوات المسلحة ليست إلا مرحلة أولى في طريق بناء الدولة، مشددا أن هذا البناء يجب أن يحدث دون المساس بالقوات المسلحة أو محاولة فرض الوسائط عليها، أو إخضاعها لأي سلطة لا تستمد شرعيتها من الشعب الليبي مباشرة”
وأضاف: ” كنا نود أن نلتقي وبلادنا في أفضل حال، ومدنها تنعم بالأمن والاستقرار، وتشهد نهضة شاملة في كل الميادين، والليبيين ينعمون بالحرية والرخاء، وهو ما كان ينبغي تحقيقه منذ زمن، بالنظر إلى الخير الوفير الذي منه الله علينا، والتضحيات التي قدمها الشعب من أجل ذلك، والمعاناة التي مر بها عبر العقود، لكن الواقع الذي تعيشه بلادنا اليوم يناقض كل تلك الأماني والطموحات”
ولفت المشير أنه لولا انتصار القوات الليبية على الإرهاب لكان الحال اليوم أشد سوءا، وتابع: “لقد دفعنا ثمن النصر على الإرهاب أرواحا طاهرة ودماء زكية، إيمانا منا بأن الوطن الذي يمثل وجودنا وهويتنا يستحق هذا الثمن”
ونوّه أنه يجب استذكار هزيمة الإرهاب من أجل أن يُقدّر الليبيون قيمة ما يطالبون به، مضيفاً: “إن حجم التضحيات والدمار، والأموال التي أنفقت لمواجهة الإرهاب في ظل الحظر الدولي على تسليحنا، وعمليات النزوح، وما تعرض له أطفالنا وشيوخنا ونساؤنا، وتوقف التنمية والتطور، كل ذلك الثمن الباهظ لم يكن أمامنا مفر من تقديمه بقناعة مقابل كرامتنا وسيادتنا فوق أرضنا”
وتابع: “كلما استبشر الليبيون خيرا، فاجأتهم النتائج في الأفق السياسي، الليبيون اقتنعوا اليوم بأن وصول الأطراف المتصدرة للمشهد إلى توافق أصبح ضربا من الخيال، ولم يعد هناك ما يمكن انتظاره سوى أن يقول الشعب كلمته الفصل عاجلا غير آجل ليقول كفى عبثا واستهتارا، وكفى وعودا لا تسمن ولا تغني من جوع وكفى استخفافا بطموحات المواطن وآمانيه”.