الكيل بمكيالَيْن…. حقيقة المفتي المعزول بقلم “صوان”
فتح القيادي البارز في تنظيم الإخوان، محمد صوان، النار مجددا على مفتي الجماعات الإرهابية المعزول الصادق الغرياني، من خلال مقالة انتقد فيها فتاوى التخوين واحتكار الوطنية من قِبَل هذا الأخير.
وتطرّق صوان في مقاله الذي حمل اسم “السياسة بين الواقع والفتوى.. وقفة لا بدّ منها”، إلى مغبّة فتاوي الغرياني وخطورتها على ليبيا، وعلاقاتها بالدول الأخرى، مؤكدًا أن ما يمارسه الغرياني يجعل من ليبيا دولة “ثيوقراطية/ دينية” على صورة العصور الوسطى.
وقال صوان “الحكم في ليبيا يجب أن يخضع للاجتهاد وليس للتحريم والتخوين وتوزيع الوطنية… وإن إقحام جهة واحدة تفتي في العبادات والعادات وتُقدّر هي وحدها مصالح السلم والحرب والصلح والهدنة، وتصدر فتاوى في كل شيء يجعلنا أمام دعوة إلى الدولة الثيوقراطية (الدينية) بالمعنى التقليدي”
وانتقد صوان احتكار دار الإفتاء للفتوى، وإقحامها في جميع التفاصيل السياسية للدولة، الأمر الذي سيجعلها تتدخل حتى في زيارة مسؤول لدولة ما، مضيفاً: “هذا يعني أننا نحتاج إلى قفل كل مؤسساتنا أو نطلب منها ختم دار الإفتاء في أي مسألة؟”.
واستذكر القيادي الإخواني تصدّر الغرياني المعزول لتحريم اتفاق الصخيرات عام 2016، وتأثيم المشاركين فيه والتحريض عليهم، متابعًا: “نحن لا نحجر عليه أن يقول رأيه فليعتبره خطأ سياسياً كبيرا أو ما يشاء فهذا حقه، أما أن يلبسَ رأيَه في هذه المسألة بالفتوى فهذا هو اعتراضنا”.
واتخذ صوان من تلك الحادثة مثالًا على أسلوب الغرياني المستمر في توظيف الدين للاعتراض على أي حدث سياسي، مضيفًا: “من حقه أن يقول إنه غير مُجدٍ أو خطأ أو ما شابه، ولكن أن يصف من تعامل معها بأنهم عملاء مثل ما قال صراحة في لقائه فهو ما لا يُقبَل”.
وهاجم صوان تناقضات المفتي المعزول، الذي يُظهر معاداته للأمم المتحدة في حين أنه”يبارك” صنيعتها، في إشارة إلى حكومة الدبيبة منتهية الولاية، قائلاً: “فكيف يستقيم بأن التعامل مع الأمم المتحدة عمالة ثم نقبل بما نتج عنه؟”.
واستنكر صوان كيل الغرياني بمكيالين، من ذلك وصفه لزيارة سياسي ما إلى دولة ما بالخيانة، وزيارة سياسي آخر إلى نفس الدولة بالمداراة”، مؤكداً أن فتاويه “تصدر دون اعتبار لحالة فوضى السلاح التي قد تدفع أحد الغلاة أو المتهورين لقتل الأطراف السياسية، باعتبار أن لديه فتوى بأنهم عملاء وخونة فتشارك الدار في دماء المسلمين دون قصد منها”.