العائدون إلى تاورغاء… بين مطرقة الدمار وسندان “الدبيبة”
خيّبت الوعود المستمرة للحكومة منتهية الولاية، آمال آلاف المواطنين العائدين إلى منطقة تاورغاء، بعد اعتقادهم أن عودتهم ستشكّل نهاية لمعاناتهم في مخيّمات النزوح.
واشتكى المواطنون في تصريحات صحفية، من عدم صلاحية الحياة في المدينة، في ظل استمرار الدمار الذي خلّفته الحروب، بالتزامن مع إطلاق وزراء حكومة “الدبيبة” وعودا متواصلة بإبجاد الحلول لمشاكلهم.
وأكد الناشط المدني أنس جبر في تصريح لـ”العربي الجديد”، إطلاق وزيرة الشؤون الاجتماعية في الحكومة منتهية الولاية، وفاء الكيلاني، وعودا وتعهدات لأعيان تاورغاء، في إبريل الماضي، بإيجاد حلّ للمشكلات التي يعانيها العائدون إلى مدينتهم.
وأضاف جبر أن الوزيرة شكّلت لجنة لحصر النازحين في مخيّمات النزوح، لإعادتهم إلى المدينة، مؤكدا اقتصار الأمر على هذا الحد، دون تنفيذ أي شيء ملموس على الأرض، ودون معالجة لأزمة المنازل المدمّرة.
ويصف “جبر” الأوضاع في المدينة بـ”المأساوية”، مضيفاً أن “أبسط احتياجات الحياة لا تتوافر في المدينة، وحتى المدارس لا تلبّي أيّاً من المتطلبات لأداء الوظيفة التعليمية، في حين أنّ المحال التجارية صغيرة جداً ولا تتوافر فيها إلا الحاجات الأساسية فقط”
ويحتجّ أهالي المدينة بصورة مستمرة أمام مقار الحكومة المدمرة، مطالبين بتلبية احتياجات المدينة وخدماتها، بعد أن مضى على عودتهم التدريجية أربع سنوات.
ويعتمد العائدون، على فرع مصرفي مؤقت لقضاء أمورهم المالية، في حين أنهم يتجهون إلى العاصمة طرابلس، نهاية كلّ شهر لتسلّم رواتبهم الشهرية.
من جهته أعرب أيمن رقيطة أحد أبناء تاورغاء عن أسفه إزاء استحالة العيش في المدينة، رغم ترميمه منزله واتخاذه قرار العودة إليها، إلا أن عدم وجود المدارس والمراكز الصحية والخدمات الأخرى، يحول دون العودة، مفضلا البقاء في أجدابيا.
وأضاف رقيطة للـ “العربي الجديد”: “مع كلّ وعد حكومي أو إعلان رسمي ينبعث الأمل مجدداً، على الرغم من القناعة الراسخة بأنّ الحكومات لن تقدّم لنا شيئاً”.
وتابع: “على الرغم من عدم توافر سبل العيش ومرافق الخدمات وضيق الحياة، فإنّ أهلنا الذين عادوا إلى المدينة ما زالوا فيها ولم يغادروها من جديد، وهذه رسالة كافية للرأي العام تفيد بأنّنا مصرّون على العودة، ولو طال الزمن”.
وعلّق زقيطة على إعلان وزارة الإسكان في الحكومة منتهية الولاية، عن آليات لعودة بقية النازحين، بأنه إعلان “ذهب أدراج الرياح مثلما ذهب غيره”.