تحليل: الصراع السياسي “عَرَض جانبي” لتدهور الأمن في ليبيا
الوطن| رصد
كشفت دراسة تحليلية صادرة عن المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية عن الحجم الحقيقي للدور الذي تلعبه الجماعات المسلحة في ليبيا.
وأكد التحليل الذي كتبه المتخصص في الشأن الليبي، عماد الدين بادي أن أهواء الجماعات المسلحة باتت المتحكم الحقيقي في المسار الديمقراطي الليبي.
وتوصّل الباحث إلى أن تلك الجماعات، تقوم اليوم بالدور الذي كانت تقوم به النخب السياسية ورجال الأعمال الفاسدون في البلاد، لافتًا إلى أن النفوذ السياسي غير المتكافئ الذي اكتسبه قادة الجماعات المسلحة ستكون له آثار بعيدة المدى على ليبيا، لا سيما أنهم الآن مستعدون للحفاظ على ما اكتسبوه من نفوذ على المدى الطويل”
وشدّد أن الهزة التي لحقت بقطاع الأمن في ليبيا خلال العام الماضي، كانت السبب الأبرز في تفاقم الصراع السياسي، الذي وصفه بالـ”عرض الجانبي” للأزمة الأمنية.
ونوّه إلى أن الجماعات المسلحة في غرب ليبيا، باتوا اليوم محاورين رئيسيين لرؤساء الوزراء المتنافسين، على اعتبار أنهم مسيطرون على أراضي العاصمة طرابلس، والتي تُعدّ أحد معايير شرعية السلطة التنفيذية، دوليا.
وحذّر الباحث من تداعيات هذا النفوذ للتشكيلات المسلحة، وقد أصبحوا شركاء في المفاوضات السياسية، مشيرًا إلى أن معظم الحلول المقترحة ستدفع بقادة الجماعات المسلحة إلى مواقع ذات أهمية سياسية أكبر.
يُشار أن التحليل المنشور يعد جزءا من ملف خاص عن «أزمة ليبيا المستمرة»، شارك فيه عدد من المتخصصين في الشأن الليبي وهم: «فيديريكا سايني فاسانوتي، عماد الدين بادي، طارق مجريسي، كريم مزران، ملك الطيب، أنس القماطي».