الوطن| رصد
حذر المحلل الاقتصادي نور الدين حبارات من آلية المراقبة الدولية لعوائد النفط الليبي معتبرًا أنّها تمثّل “انتهاكًا فاضحًا لسيادة ليبيا و تدخلًا سافرًا في شؤونها الداخلية” بحسب تعبيره.
وأشار حبارات، في منشور على صفحته بفيسبوك، إلى أن هذه الآلية ستقيد حريّة الدولة الليبية في استخدام و تخصيص مواردها النفطية وفق الخطط و البرامج المعتمدة، كما “ستقيدها في مراقبتها لتلك العائدات لضمان استخدامها في الأوجه والأغراض المخصصة لها وذلك من قبل أجهزتها الرقابية المختصة”.
وأضاف: “كما أن هذه الألية وسيلة ممنهجة لإطالة أمد الأزمة و تكريس الانقسام و إبقاء الأجسام السياسية وكافة متصدري المشهد إلى أطول مدة ممكنة و ذلك في مصادرة واضحة لإرادة الشعب الليبي في إقرار دستوره واختيار من يحكمه عبر صناديق الانتخابات؛ حيث تنص الوثيقة على انتهاء أجل هذه الآلية في 31/12/2022، و إلى حين إجراء الإنتخابات و تكليف حكومة منتخبة و هذا يعني ضمنياً استمرار هذه الآلية إلى سنوات طويلة شأنها شأن اتفاق الصخيرات الذي يدخل بعد أشهر عامه الثامن وكذلك اتفاق جنيف الذي يدخل بعد أشهر عامه الثالث”.
وتابع المحل الاقتصادي: “وطالما أن هذه الآلية تقف وراءها تحديداً الولايات المتحدة من خلال سفيرها تحت غطاء أممي وعربي، فإن الهدف واضح، وهو الاستيلاء على أموال الشعب الليبي بطرق ممنهجة و التحكم في موارده تحث ذرائع واهية و مبطنة”.
وأكد حبارات على أنّ هذه الآلية تذكّر ببرنامج النفط مقابل الغذاء الذي هندسته الولايات المتحدة بعد غزو العراق للكويت في العام 1990؛ “حيث أدى هذا البرنامج في نهاية المطاف إلى إفقار الشعب العراقي و حرمانه من موارده النفطية لأكثر من ثلاثة عشر عاما” بحسب تعبيره.
وشدد حبارات على ضرورة رفض الشعب الليبي لهذه الوثيقة “السيئة” بحسب تعبيره، لأنها “تمثل التفافًا على إرادته ومصادرة لثرواته و تدخلًا في شؤونه الداخلية وارتهان قراره ومقدراته للأجنبي”.
وختم تصريحه بالقول: “وإذا كان المجتمع الدولي أو الولايات المتحدة جادين فعلاً في إنهاء الأزمة السياسية لفعلوا ذلك منذ سنوات، وخلال أيام وجيزة لا سنوات، و الدليل فإنه وعلى مدى ثماني سنوات لم يقروا أي عقوبات ضد المعرقلين رغم معرفتهم بهم وتهديدهم بذلك لعشرات المرات ما يعني لنا بمثابة ضوء أخضر لاستمرار الصراع وإذكاء الإنقسام و تفتيت وحدة البلاد، بل هذه الدول تقف اليوم و بقوة ضد أي حل ليبي ليبي ينهي الصراع و ذلك بعد أن أيقنت أن الليبيين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم ولوحدهم”.