الأضحية… شعيرة الأغنياء والسماسرة في زمن الدبيبة
الوطن| رصد
وصف مواطنون ليبيون سوق الأضاحي في ليبيا، قُبيل حلول العيد بأيام بالـ “بورصة”، حيث قفزت أسعار الأضاحي للحدّ الذي بات مستحيلا معه لأصحاب الدخل المحدود تأدية هذه الشعيرة.
وتراوحت أسعار الأضاحي في الأسواق ما بين 950 و1500 دينار، في ظل اشتراط الباعة الدفع نقدا، وفي المناطق الجنوبية على وجه الخصوص، في حين أن الشراء بوساطة صك مصرفي يترتب عليه زيادة السعر ما نسبته ٣٠٪.
وقال المواطن عثمان المقرحي من مدينة سبها في تصريحات صحفية، إن الشراء بصك مصرفي يتم بزيادة سعرية تصل إلى 30% عن الدفع النقدي، مضيفا أن السيولة غير موجودة وأن السعر في مناطق الجنوب يعتبر جيدا هذا العام مقارنة بالعام الماضي”
وأكد المواطن مسعود الجلد أنه لا يملك بحوزته مبلغ ألف دينار (207 دولارات) لأضحية العيد، بينما يشترط البائع عليه الدفع نقدا، ولا يقبل منه صكا مصرفيا، مضيفا أنه سحب مبلغاً من المصرف التجاري الوطني (500 دينار) وهو لا يكفي لشراء أضحية جيدة ولا توجد خيارات إلا انتظار الأسواق أو توفير سيولة للمصارف التجارية قبل العيد”
من جهته اشتكى المواطن عبد الرحيم كشاكة في تصريحات صحفية أيضاً، عدم قدرته على تحصيل أضحية يتوافق سعرها مع راتبه الشهري البالغ 630 دينارا، مبديا احتجاجه على ترك الحكومة الأمر في يد من وصفهم بالسماسرة الذين بالغوا في رفع الأسعار.
وأكد المواطن عادل الخويلدي ما ذهب إليه كشاكة، لافتا إلى استغلال الباعة في سوق الجمعة بالقرب من طرابلس لموسم العيد، من أجل تحقيق الأرباح على حساب جيب المواطنين.
ودافع تاجر مواش عن ارتفاع الأسعار، محمّلا ارتفاع سعر الأعلاف مسؤولية ذلك، وأن التكلفة قد زادت على التاجر، ويُعدُّ سعرها البالغ ألف دينار سعرا معقولا، على حدّ قوله.
وذهب مربي الأغنام بوعجيلة الطابوني في الاتجاه ذاته؛ إذ لفت أن الارتفاع في أسعار الأضاحي يرجع إلى الجفاف والأزمة الأوكرانية التي تسببت في غلاء الأعلاف، مؤكدا ضعف إقبال المواطنين على الشراء واكتفاءهم بالسؤال، والانتظار لآخر أيام العيد أملا في انخفاض الأسعار.
وتستهلك ليبيا وفقا لإحصاءات وزارة الزراعة، نحو مليون رأس من الأغنام بمناسبة عيد الأضحى سنويا، وتستورد 60% من أضاحيها.
وحمّل مراقبون مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية في ليبيا، وتدهور القوة الشرائية للمواطن، للحكومة منتهية الولاية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وذلك بعد تشبتها بالسلطة، وإثارتها لأزمة سياسية، أفضت إلى إيقاف تصدير النفط في العديد من الحقول النفطية.
وشهدت ليبيا مؤخرا موجة احتجاجات، طالبت برحيل الأجسام السياسية جميعها عن المشهد الليبي، داعية إلى إجراء الانتخابات، وإنهاء المراحل الانتقالية في البلاد، وتعرّض المحتجون في العاصمة طرابلس لإطلاق نار حي مِن قِبل ميليشيا دعم الاستقرار المدعومة من عبد الحميد الدبيبة، في أعقاب إطلاقها تهديدات بالتصدي لأي محاولة احتجاج.