الوطن| رصد
قرر مجلس النواب الثلاثاء تكليف وزير المالية أسامة حماد بتسيير مهام رئاسة مجلس الوزراء بدلا من فتحي باشاغا بعد نحو 15 شهرا بالمنصب.
ووفق محللين فإن التكليف جاء بعد انتقادات من النواب لأداء باشاغا على مدار الفترة الماضية في كافة المجالات وتقديمه وعودا لم ينجزها، إضافة لمشاريع عدة لم تنته خلال الفترة المحددة.
وفي فبراير 2022، عين البرلمان باشاغا في المنصب وشكل حكومته في مارس من العام ذاته، لكنه لم يتمكن من دخول العاصمة طرابلس ليتولى السلطة من رئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة الذي رفض تعيين باشاغا في المنصب.
من هو أسامة حماد؟
أسامة سعد حماد صالح القبايلي من مواليد مدينة إجدابيا عام “1979” من سكان حي الزحف أشهر أحياء المدينة الواقعة شرقي ليبيا.
تخرج في جامعة النجم الساطع الليبية بمدينة البريقة المجاورة وهي جامعة متخصصة في علوم النفط حيث تحصل منها على شهادة البكالوريوس.
ولكون حماد هو نجل البرفيسور سعد حماد الأستاذ الجامعي في علوم الشريعة والمحب للعمل فقد أرسل نجله لماليزيا لاستكمال دراسته على حساب أسرته رغم أنها متوسطة الحال.
ومن ماليزيا تحصل أسامة حماد على شهادة الماجستير ليعود إلى ليبيا ويكمل أيضا ويتحصل على الدكتوراة في علوم كيمياء النفط.
عمل حماد عام 2013 بالحكومة الليبية رئيسا لهيئة الطاقة الذرية الذي كان ضمن مجال دراسته وذلك قبل أن يتولى رئاسة مكتب التعاون الدولي في الحكومة التي انتقلت آنذاك إلى مدينة البيضاء شرقي ليبيا بعد أن كلف المؤتمر الوطني السابق (مجلس الدولة الحالي) حكومة موازية برئاسة عمر الحاسي سيطرت على العاصمة طرابلس.
خلال تلك الفترة لم يكن الليبيون يعرفون أسامة حماد بعد إلا أنه برز حينما عاد من جديد لطرابلس بعد أن قرر فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني التي جاءت آنذاك عبر اتفاق وقعته أطراف النزاع الليبي في الصخيرات المغربية برعاية أممية في 17 ديسمبر عام 2015 تكليفه وزيرا للمالية.
كان ذلك اعتبارًا من يناير 2016 وهي بداية عمل حكومة الوفاق الوطني الليبية حيث عمل حماد لجانب 17 وزيراً آخرين حضروا أول اجتماع للحكومة آنذاك في 2 يناير 2016 في تونس العاصمة.
وبعد مدة قصيرة نشب خلاف سياسي بين مجلس النواب والحكومة التي حاوطها تنظيم الإخوان في طرابلس وتحكم في جميع مفاصلها المليشيات المسلحة في غرب ليبيا.
في ذلك الخلاف كان موقف أسامة حماد واضحا حيث انحاز لمجلس النواب صاحب السلطة التشريعية العليا في البلاد كما أبدى دعما للجيش الليبي الذي يقوده خليفة حفتر والذي كان أكبر المناهضين لتلك الحكومة بسبب دعمها للمليشيات ضد الجيش الوطني.
ذلك الموقف الوطني للوزير أسامة حماد تسبب في إقدام فائز السراج على إقالته بتاريخ أكتوبر 2018 وتكليف فرج بومطاري المنحدر من ذات المدينة (إجدابيا) مكانه.
حينها استقبل حماد ذلك القرار برحابة صدر حيث أصدر بيانا قال فيه إن “الوظيفة تكليف وليست تشريفا حيث سعيت جاهداً لتقديم شيء للوطن والقيام بالإصلاح”، مقدما في ختام بيانه اعتذارا لأبناء الشعب الليبي عن أي تقصير أو إخفاق وأنه يتمنى التوفيق والسداد لفرج أبومطاري وزير المالية الجديد.
وفي فبراير 2022، كلف مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا بتشكيل حكومة جديدة بدلا عن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي أعفاه البرلمان ولا يزال يتمسك بالسلطة.
وفي 1 مارس 2022 أعلن مجلس النواب الليبي خلال جلسته رسمية منح الثقة لحكومة فتحي باشاغا بأغلبية 92 صوتاً من أصل 101 نائب حضروا الجلسة فيما كان أسامة حماد ضمن الأسماء الـ33 في الحكومة الجديدة في منصب وزير التخطيط والمالية.
وفي ظل الصراع الحاصل بين الحكومة المعينة من قبل مجلس النواب وحكومة الدبيبة منتهية الولاية يعد أسامة حماد من أبرز الوزراء المدافعين عن الشرعية.
كما أن حماد يعد العدو الأول لحكومة الدبيبة لا سيما وأن الأول يصدر بيانات متتالية عن التجاوزات المالية بحكومة الأخير كما أنه سبق وأن تقدم بشكاوى لدى النائب العام الليبي بخصوص الفساد المالي لحكومة الدبيبة والتي كان آخرها قبل شهرين حينما منعت حكومة طرابلس ميزانية مرصودة لأطفال مرض السرطان في بنغازي والذين توفي منهم تسعة أطفال جراء تأخر العلاج في الأردن.
وكان حماد يشرف بنفسه على خطة إعادة إعمار مدينة بنغازي المدمرة بسبب الحرب التي خاضها الجيش الليبي ضد التنظيمات المتطرفة في المدينة قبل أعوام.