ليبيامميز

بوكليب: الانتخابات لا تحدث في بلد مقسوم

الوطن| رصد 

قال الكاتب جمعة بوكليب، إن المشكلة الأساسية، أو العقبة الكأداء، أمام تحقق الانتخابات تكمن في أن ليبيا مقسومة. وأن الانقسام يزداد حدّة يوماً إثر آخر، وطال، مؤخراً، حتى الشأن الديني. ولعل خير مثال على ذلك، ما حدث في يوم 29 من شهر رمضان المنقضي. حيث اعتبرت دار الإفتاء في طرابلس على لسان المفتي الصادق الغرياني الذي عزله البرلمان من سنوات، عدم رؤية هلال شوال، وبالتالي يعد يوم الجمعة المتمم لشهر رمضان، في حين أن هيئة الأوقاف ببنغازي أعلنت رؤية الهلال. وعليه، فإن يوم الجمعة يعد أول أيام شهر شوال.

وأضاف بوكليب، في مقال، أن هذا الاختلاف أحدثَ بلبلة في الأوساط الشعبية، وعبّر الليبيون في وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت عن خيبتهم في النخبة الدينية. المنطقة الغربية واصلت الصوم يوماً آخر، والمنطقتان الشرقية والجنوبية احتفلتا بالعيد.

وأكد أن الانتخابات عموماً لا تحدث في بلد مقسوم، وبحكومة تتفاوت صلاحيتها من منطقة إلى أخرى. وحدوثها على النحو الانقسامي الحالي يشكك في مصداقيتها ونزاهتها. والمبعوث الأممي يعي ويدرك هذه الحقيقة، وما حدث من اختلاف في إثبات هلال شهر شوال من عدمه، يعد نذيراً له. الوضع الطبيعي لأي حصان وعربة، هو أن يتبوأ الحصان وضعه أمام العربة وليس العكس. فالعربة لن تجر الحصان.

ورأى بوكليب أن أي حلّ مقترح للأزمة الليبية لا بد أن يبدأ من الخارج وليس من الداخل، وهذه حقيقة. لأن أطراف الصراع في الداخل هم وكلاء لأطراف خارجية لا غير، ويفعلون ما يؤمرون. وما دامت تلك الأطراف الخارجية (أوروبية وعربية وإقليمية) لم تصل إلى صيغة توافقية تكفل ضمان مصالحها، فليس على المبعوث الأممي عبدالله باتيلي سوى إغلاق حقائبه والمغادرة كما فعل مَن سبقوه. وليس غريباً أن لعبة الدوران في المحل تَلقى قبولاً من الأطراف الخارجية ومن وكلائهم المحليين، لما تحققه لهم من امتيازات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى