الوطن| رصد
يرى وزير الصحة السابق، رضا العوكلي، أن تجدد أزمة المرضى الباحثين عن علاج مأساة كل يوم، وأن مرضى الأورام، مثل مرضى القلب، وغيرهم، لا يجدون طريقة سهلة للوصول إلى العلاج المطلوب، منتقداً ما يعده اختلالاً في ترتيب الأولويات.
وقال العوكلي في تصريح رصده موقع “الوطن”، إن المستشفيات الحكومية تفتقر إلى المستلزمات الأساسية اللازمة لتقديم الخدمة الطبية مثل أدوية الأورام ومستلزمات إجراء جراحات القلب حيث لا تتوفر بسهولة.
ودعا العوكلي إلى إرساء نظام تمويلي جديد للرعاية الصحية في البلاد. مبينا أن ليبيا تنفق على الصحة نحو 500 إلى 600 دولار لكل مواطن ليبي سنوياً، وهو ما يعده رقماً هزيلاً. فيما يبلغ الإنفاق العام على الصحة 12 مليار دينار العام الماضي، وأنه مهما بلغ حجم الإنفاق، فلن يؤدي إلى نتائج ملموسة من دون إدراك الأسباب الأساسية للأزمة.
وتابع: على المسؤولين التعامل مع ملف الصحة من هذا الجانب، وعلى الدولة أن تعي أن طريقة التمويل القائمة خاطئة، ومهما فعلنا، أو غيّرنا وزراء، ومهما تم ضخ أموال بكميات كبيرة، فلن يتغير شيء، لكن لو أعدنا النظر في طرق تمويل القطاع عن طريق التأمين الصحي سننجح بإذن الله.
ويعتقد العوكلي أنه بالإمكان النهوض بالقطاع الصحي في ليبيا خلال أشهر قليلة أو سنة على الأكثر إذا تم تغيير طريقة التمويل، من خلال استقطاع ما يعادل 10 أو 15 في المائة من الراتب الشهري لكل مواطن لصالح حساب حكومي للإنفاق على الصحة، على أن تدفع الحكومة نسبة محددة لهذا الحساب، حتى يصبح لدى كل مواطن بوليصة تأمين، مع مساعدة الحكومة لذوي الدخل المحدود في شراء هذه البوليصة من شركات التأمين العاملة في القطاع الطبي، بما يضمن تقديم الخدمات الطبية كافة لجميع المرضى. ولا يرى أي عائق، يَحول دون التوجه نحو هذا النمط التمويلي في ظل الانقسام السياسي الراهن.
وانتقد العوكلي غياب الأدوية الأساسية اللازمة رغم أن تكلفتها ليست عالية. موضحا أن منظمة الصحة العالمية حددت نحو 500 دواء أساسي يجب توفيره، لكنّ المسؤولين عن هذا الملف يشطحون ويشترون أغلى الأدوية لاستغلال ما لديهم من ميزانية، وأحياناً يكون التخزين سيئاً جداً فتنتهي صلاحية الكثير منها قبل استخدامها.
ووفق العوكلي فإن الوفيات في ليبيا تحدث بشكل رئيسي نتيجة الجلطة الناتجة عن ضيق الشريان التاجي. وحول ما إذا كانت هناك أسباب تربط بين واقع الحرب والنزوح داخل ليبيا والإصابة بالجلطات، قال: لا شك أن الوضع النفسي يزيد من احتمال الإصابة بالجلطة، وكذلك عدم الاهتمام بعلاج الضغط والسكر، وعدم توفر الدعامات ومستلزمات جراحة القلب المفتوح.