الوطن| رصد
قال معهد واشنطن، إن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا قد يشكل فرصة نادرة من أجل إحداث تغيير إيجابي في تلك الساحة.
وأشار في تقرير إلى أن الزلزال المأساوي الذي ضرب تركيا، قد يدفع أنقرة إلى التخفيف من حدة موقفها بشأن ليبيا.
ولفت إلى أنه في فبراير، سيجتمع ممثلون من الولايات المتحدة وبريطانيا ومصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وقطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة في واشنطن لإجراء مناقشة دورية حول كيفية كسر الجمود السياسي في ليبيا.
ولكن ووفقا للمعهد فإن الساحة الليبية بحاجة لبعض الوقت، لتحديد كيفية، تأثير انشغال الحكومة التركية، بجهود الإغاثة، على سياستها في طرابلس، وتقييم خسائرها البشرية الكاملة الناجمة عن الزلزال.
وقال إنه يبدو أن أنقرة تواصل دعمها وتدريبها العسكري، لحكومة الدبيبة منتهية الولاية، وقد يتم تقليص الاستثمارات الاقتصادية التركية في ليبيا مع بدء شركات البنية التحتية بالتركيز على إعادة الإعمار بعد الزلزال، ولكن من المرجح أن تستمر معظم المصالح الاستراتيجية لأنقرة في الحفاظ على النفوذ الاقتصادي والأمني هناك.
ومن جهتها، قد يكون لدى مصر حاليا حافز أكبر للمساعدة في تحقيق الاستقرار في ليبيا نظراً لأزمتها الاقتصادية المتزايدة الخطورة في الداخل، والتي شملت تخفيضاً شديداً في قيمة العملة، وارتفاع التضخم، ونقص السلع الأساسية.
وتساءل المعهد، حول ما إذا كانت القاهرة لا تزال تفضل الإبقاء على الوضع السياسي الراهن في شرق ليبيا أو حصد المنافع الاقتصادية الناتجة عن قيام حكومة ليبية مستقرة، لا سيما على شكل مئات الآلاف من فرص العمل للعمال المصريين، كما كان عليه الحال قبل ثورة 2011، ووفقاً لبعض التقارير، عرضت ليبيا أيضاً تثبيت الجنيه المصري من خلال توفير الودائع في البنك المركزي المصري.
وتجدر الإشارة إلى أن مصر بصدد خصخصة العديد من الشركات التي تديرها الدولة، ويمكن أن تلعب تركيا دوراً في هذه العملية إلى جانب الاستثمارات الضخمة من قبل دول الخليج.
ورأى المعهد أن كل خطوة من هذه الخطوات بإمكانها أن تساهم في المصالحة المصرية التركية فيما يتعلق بالخلاف الاستراتيجي بين الدولتين حول ليبيا، والذي يشمل نزاعاً بحرياً، ومخاوف عسكرية مختلفة، وخلافات إيديولوجية حول الإسلام والسياسة.
وقال إن لدى الولايات المتحدة الآن فرصة كبيرة للتوسط في مناقشات ثنائية أو حتى ثلاثية مع القاهرة وأنقرة من أجل استكشاف ما إذا كانت أولوياتهما المتغيرة ستسمح بتخفيف التوترات بشأن ليبيا.
ومن خلال الدبلوماسية الذكية، بإمكان واشنطن أن تستغل اجتماع ليبيا هذا الأسبوع للاستفادة من التحسن الواضح في العلاقات المصرية التركية، الأمر الذي يخلق زخماً لإجراء المزيد من المحادثات حول كيفية استفادة الدولتين بشكل متبادل من تخفيف حدة خلافهما بشأن ليبيا. وفي الوقت نفسه، يمكن أن تسهل هذه الجهود التغيير الأكثر أهمية في المشهد الليبي منذ شهور، مما يمنح باثيلي المساحة التي يحتاجها لوضع جدول زمني للانتخابات.