ليبيا

بعيو: بن قدارة نجح في إبعاد المؤسسة الوطنية للنفط عن الصراعات

دعا الكاتب الصحفي الليبي، محمد عمر بعيو، إلى إبعاد المؤسسة الوطنية للنفط عن الصراعات، وذلك “مِن أجل لــيـبـيــا واستقرارها ومصلحة شعبها” وفق تعبيره، مشيدًا بدور رئيس المؤسسة فرحات بن قدارة الّذي يركز على “عدم الانخراط الشخصي وعدم الزج بالمؤسسة في حالة الاستقطاب الحاد والخلاف الكبير، متعدد الأطراف، الذي نتج عن توقيع حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية، لما سمي مذكرة التفاهم بين لــيـبـيــا وتركيا في مجال النفط والغاز”.

وقال بعيو إنّ بن قدارة “جاء إلى قطاع النفط من القطاع المصرفي والمالي، الذي يمتلك خبرة كبيرة فيه” وأنّه “كانت قوى وطنية كثيرة تتمنى أن يتولى منصب محافظ مصرف لــيـبـيــا المركزي، الذي صار من مقتضيات وجود لــيـبـيــا واستقرارها الأمني والإقتصادي ومعيشة شعبها، تحريره من قبضة القرصان الكبير الذي دمر من خلاله الإقتصاد ونشر الفساد وأفقر العباد” وفق تعبيره.

وأضاف بعيو: “جاء السيد (فرحات بن قدارة) في لحظة سياسية محلية ودولية خطيرة واستثنائية، احتدمت فيها حرب روسيا على أوكرانيا، وكان من تداعياتها تناقص المعروض من النفط في الأسواق العالمية، وارتفاع أسعاره إلى مستوى غير مسبوق بلغ 140 دولار للبرميل، بينما ضخ النفط الليبي متوقف منذ شهور، وكان لابد من عودته إلى الأسواق الدولية، رغم أن كمياته التي لا تتجاوز غالباً المليون برميل يومياً، لا تُحدث في العادة خللاً حقيقياً في التوازن بين العرض والطلب وانعكاسه على الأسعار، لكن عودته في صيف 2022 كان ضرورياً محلياً وخارجياً”.

وتابع مشيدًا ببن قدارة: “للإنصاف وللإمانة، يجب القول وذلك ما هو واضح للعيان، أن ظروف إدارة العمل بالمؤسسة الوطنية للنفط وقطاع النفط كله بدأت تتحسن، وانعكس ذلك على عودة الكميات المنتجة والمصدرة إلى مستواها السابق، بل وتجاوزها لسقف المليون برميل يوميا بنسبة تزيد عن 20%، وحصول القطاع على مخصصات للتمويل الشامل تبلغ نحو 37 مليار دينار، وبداية تعافي قطاع صناعة البتروكيماويات والمشتقات النفطية خاصة في رأس لانوف والبريقة، بعد اضطراب وتوقف دون أكثر من 10 سنوات، وهذه جميعها عوامل إيجابية ونتائج طيبة تُحسب للمؤسسة الوطنية للنفط وإدارتها الجديدة”.

وأكد بعيو أنّ قيادة المؤسسة الوطنية للنفط تعرف “كيف تفرّق بين المهام والاختصاصات والحقوق والواجبات، والمعايير التي تضبط عملها وأداءها ومسؤولياتها الوطنية الكبيرة، وفق القوانين واللوائح الراسخة والمستقرة، والمعمول بها منذ عشرات السنين، وضوابط ومعطيات العمل في سوق النفط العالمي، واتفاقات الشراكة والإمتياز مع الشركاء الأجانب، وبين الدوافع السياسية الآنية والشقلبات البهلوانية الدبيباتية المؤقتة، وتعرف المؤسسة كيف تعمل في سوق النفط استناداً إلى خبرة 60 عاماً، وتستطيع التعامل مع تركيا ومطامعها، وشطحات رئاستها، وبما يقلل من الآثار السلبية للتفاهمات الأردوغانية الدبيباتية، المرفوضة محلياً ودولياً”.

وتابع “أنا واثق في حكمة وقدرة السيد (فرحات بن قدارة) على السير بتوفيق الله في حقول الألغام المحلية والخارجية، لكنني أعرف جيداً أنه إنسان عنيد وعزير النفس وواثق في ذاته، ولا يقبل الانتقاص منه ومن صلاحياته، أو التطاول عليه أو محاولة استغلاله وابتزازة من عصابات ليبية أو أطراف خارجبة، وهو مستعد وقادر على المغادرة في أي وقت دون أية حسابات ومهما كانت النتائج”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى