الوطن / رصد
يحاول مهاجرون سوريون مجدداً في هذه الأيام الوصول إلى بلدٍ أوروبي انطلاقاً من ليبيا والجزائر والمغرب.
ووفق تقرير إخباري رصده موقع “الوطن”، فإن المهاجرين ينطلقون من إقليم كردستان العراق ولبنان في رحلات عبر مطاري أربيل وبيروت الدوليين، باتجاه بنغازي ومنها إلى طرابلس التي يتمّ فيها التنسيق مع مهربي البشر استعداداً للانطلاق نحو إيطاليا.
وأشار التقرير إلى أن بنغازي عادةً ما تكون مدينة عبور للوصول إلى طرابلس نظراً لعدم وجود رحلاتٍ جوية مباشرة إلى طرابلس، لكن بعد الوصول إلى العاصمة تختلف المعاملة تماماً، ويؤكد مهاجر ينتظر موعد انطلاق المركب أن عددا من “المهرّبين” خطفوا لاجئين سوريين وطلبوا من عائلاتهم إرسال مبالغ مالية إضافةً لتلك التي دفعوها سابقاً لطرفٍ ثالث خارج ليبيا.
وأوضح الناشط الحقوقي، عبدالله الغرياني، أن “اختطاف المهاجرين من قبل المهرّبين وطلب فدية مالية من عائلاتهم تحوّلت إلى ظاهرة في ليبيا رغم أن المهرّبين قبل سنوات كانوا يحاولون منح اللاجئين الراغبين بالتوجّه من ليبيا إلى إيطاليا فكرة جيدة عن التهريب، بحيث كانوا يلتزمون بالفعل بإيصالهم إلى جزرٍ إيطالية، لكن هذا الأمر تغيّر لاحقاً”.
وأضاف الغرياني أن “المهرّبين باتوا يتبعون سلوكاً آخر اليوم كمقايضة عائلات اللاجئين على دفع مبالغ مالية إضافةً لأجرة نقلهم إلى إيطاليا، وهو أمر يحصل مع المهاجرين الأفارقة والسوريين، وبالتالي ملف التهريب بات في غاية التعقيد الآن بعدما تحوّل المهرّبون إلى ما يشبه أعضاء في منظماتٍ إجرامية عابرة للحدود لاسيما وأنهم يطلبون من عائلات المختطفين لديهم دفع المبلغ المطلوب لطرفٍ ثالث خارج الأراضي الليبية”.
وأكد مهاجر سوري، أن المهرّبين يرغمون اللاجئين السوريين وغيرهم من الراغبين بالوصول إلى إيطاليا، على الصعود إلى مراكبٍ صغيرة رغم اعتراضهم على عدم وجود مساحةٍ كافية لهم داخل القارب.
شدد الغرياني على أن “أطراف أجنبية بينها تركيا تلعب دوراً سلبياً في مسألة الهجرة من ليبيا والتي يتمّ استعمالها كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي، ولذلك تتساهل مع وجود عصابات تهريب البشر في مناطق سيطرة الميليشيات المدعومة من أنقرة في مدنٍ وبلداتٍ متفرّقة من البلاد خاصة تلك التي تقع جنوب غربها”.