كاتب أردني: وحدة ليبيا لا تزال بعيدة
الوطن / رصد
قال الكاتب الأردني، صالح القلاب، إنه لا يحق لأحد أن يعترض على المسمى السابق للدولة الليبية والمعروف باسم “الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى”، سوى الليبيين.
وأشار القلاب في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”، إلى أن غالبية أبناء الشعب الليبي لم يحفظوا هذا الاسم لا سابقاً ولا حتى الآن، وهذا ينطبق على أشقائهم في الدول العربية المجاورة وفي الدول البعيدة.
وتابع الكاتب: “معروف أنه لا الولايات المتحدة ولا روسيا.. ولا الهند وأيضاً ولا الصين ولا حتى بريطانيا العظمى قد أعطت لنفسها هذا الاسم الطويل: (الجماهيرية الليبية الشعبية الاشتراكية) التي أضيف إليها وصف (العظمى) بعد تلك الغارة الأميركية على ليبيا في عام 1986، وعلى اعتبار أنه قد جرى تمريغ أنف الولايات المتحدة بالتراب”.
وأضاف القلاب أن ليبيا هذه عندما أصبحت دولة عربية رئيسية فاعلة ومؤثرة في هذه المنطقة وفي أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط بأسره، قد باتت رقماً أساسياً في القارة الأفريقية وأيضاً في القارة الأوروبية وبالطبع في العالم العربي كله، والمعروف أنها قد أعطت إلى هذه الأمة قادة كباراً فاعلين ولا يزال تأثيرهم القومي مستمراً ومتواصلاً حتى الآن.
وأكد الكاتب أن ليبيا “أخذت مكانتها الحالية بعد سقوط نظام القذافي وزوال جماهيريته بعد ثورة السابع عشر من فبراير (شباط) عام 2011، حيث إنه قد اختفى هو ونظامه نهائياً بعد مقتله في معركة سرت الشهيرة”.
وبحسب الكاتب، فإنه “ووفقاً للمعلومات المؤكدة، فإنّ هذا البلد العربي المتقدم فعلاً قد سجّل أعلى مؤشر للتنمية البشرية في القارة الأفريقية، وإنه رابع أعلى ناتج محلي إجمالي في هذه القارة لعام 2009، وهذا بعد سيشيل وغينيا الاستوائية والغابون. ثم إن هذا البلد العربي، بالإضافة إلى ما تمت الإشارة إليه، هو عضو فاعل في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي واتحاد المغرب العربي وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الدول المصدرة للنفط”.
وختم القلاب مقاله بالقول: “والمعروف أنّ الأوضاع في هذا البلد العربي لا تزال غير مستقرة حتى الآن، إذْ إن كل محاولات تشكيل حكومة موحدة قد فشلت فعلاً، وإنّ ليبيا لا تزال ممزّقة وغير موحدة، وإنّ الخلاف بين المكونات الحزبية والسياسية لا يزال قائماً ومستمراً… والواضح أن وحدة هذا البلد العربي لا تزال بعيدة؛ فالانقسام السياسي والمؤسساتي لا يزال مستمراً، وإذ إنّ هناك حكومتين هما: الحكومة المؤقتة في البيضاء والمجلس الرئاسي الحكومي «حكومة الوفاق الوطني» في طرابلس التي تدعي أنها هي ذات الشرعية الدولية… وهكذا فإننا نسأل العلي القدير أن يعيد إلى هذه الدولة العربية وحدتها… ووحدة شعبها العربي”.