الوطن|رصد
قال الكاتب في صحيفة العرب اللندنية، الحبيب الأسود، إنه قبل عام، أي في يوليو 2021، تحدث رئيس الحكومة منتهية الولاية، عبدالحميد الدبيبة، عن فضيحة تعاقد مؤسسة الكهرباء مع شركة وهمية بإحدى دول المنطقة لتوريد مستلزمات بعض المحطات الكهربية.
وأضاف الأسود أن العارفين بخفايا الأمور يؤكدون أن ذلك العقد ليس إلا قطرة من بحر الفساد في بلد يعاني منذ سنوات طويلة من الصراع القائم على تقاسم منافذ نهب الثروة والسطو على المال العام بين الحيتان الكبيرة والقطط السمان.
وتابع: “لم يعد خافيا، أن من بين أولويات حكومة الدبيبة هو تحصين الفاسدين وحمايتهم ورعاية مصالحهم بعد أن تحوّلوا إلى رقم صعب في الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية وفي إدارة المال العام وعقد الصفقات وتوقيع الاعتمادات وشراء الذمم وتوزيع الوظائف، وفي العلاقة مع الميليشيات وأمراء الحرب والمرتزقة والقوات الأجنبية وحتى رجال الدين ممن يوفرون الغطاء الشرعي والأخلاقي للسلطات القائمة”.
وأكد أن “وجود رجال الأعمال الفاسدين في دائرة القرار السياسي والاقتصادي وحتى الأمني، واحتفاظ المشرفين على أغلب المؤسسات السيادية على مواقعهم منذ سنوات طويلة رغم التقارير التي تثبت تورطهم في الفساد، يشير إلى طبيعة الوضع الذي يتحرك فيه الدبيبة، والى أسباب الدعم الذي يلقاه من بعض الأطراف الداخلية والخارجية ولو كان ضد إرادة الأغلبية الساحقة من الليبيين. ففي بلد غني كليبيا يكون القرار الأخير بيد من يبسط نفوذه على مفاتيح المصرف المركزي ودفتر الصفقات، وكل شرعي من الناحية النظرية لا يكون شرعيا بالفعل إلا إذا كان مستندا إلى دعم الكبار المستفيدين من وجوده في مركز القرار سواء من بارونات الداخل أو أباطرة الخارج”.
وأشار الأسود إلى أن “أزمة الكهرباء، ليست إلا مؤشرا على ما يشهده المشهد العام في ليبيا من تلاعب بمصلحة الشعب الذي حتى عندما استبشر قبل أسبوعين بتحرك في الشارع يناصر قضاياه ويدافع عن حقوقه، فوجئ بأن سياسة الترهيب والترغيب أخرست الناشطين وأطاحت بشعارات المحتجين”.