الزايدي: البعض يستمتع بالعيش في الوهم والعدو يدمر مدننا
الوطن / رصد
نشر القيادي في النظام السابق مصطفى الزايدي، مقالا تحدث فيه عن الواقع المرير لبعض البلدان العربية بعد الربيع العربي الذي أطاح بعدة أنظمة.
وقال الزايدي، إن تكتيكات الربيع العربي تقوم على إستراتيجية التنويم، حيث يتم تنويم الشعوب وإلهاؤها بأوهام حول الحرية والحقوق الفردية والرفاه، ولذلك صيغت برامج وتشكلت آليات وتم إعداد فرق دربت على بيع الوهم.
وأضاف: “انطلقت العملية بتشكيك الجماهير في مكاسبها التي تحققت بعد التحرر الوطني، وتضخيم الأخطاء البسيطة وتهويل المشاكل بقصد زعزعة ثقة الناس في نفسها وفي قياداتها، ورسم صور سوداوية لحالها، وصور أخرى خيالية لما ينبغي أن يكون عليه وضعها.. لقد طرح نموذج خيالي لحالة ازدهار افتراضي غير موجودة أصلا في الغرب سوق للشباب من خلال عدة برامج محبكة.. وفي نفس الوقت تم استقطاب عناصر لتدريبها في الغرب، وتشكلت بتمويل منه عدة منظمات وجمعيات أسندت إليها مهمة تنفيذ المخطط.. وبيع الوهم للجماهير”.
وواصل الزايدي قائلاً: “على رأس سلسلة الأوهام التي سوّق لها مسألة مقاومة الاستبداد والدكتاتورية وإقامة الديمقراطية وفق التفصيل الغربي!! ولقد ركزوا في ذلك على الأنظمة الوطنية التي تنتهج أشكالا ديمقراطية، تونس، مصر، ليبيا، العراق، سوريا، اليمن، والمضحك أن أنظمة حكم عائلية لا تسمح حتى بتكوين جمعيات صيد هي من تبنى ودعم تلك الأطروحات.. وفي هذا الصدد تم الترويج للانتخابات والدستور، فتغيرت دساتير تلك الدول التي ضربها إعصار الربيع العربي عدة مرات، ولم تشهد أي منها انتخابات نزيهة، بل كل عملية انتخابية أكثر من سابقتها تزويرا، وأصبح وهم الانتخابات إجراؤها ونزاهتها موضوعا مطروحا على مدار الساعة”.
وتابع الزايدي أن: “الوهم الثاني تركز على التقدم والتنمية والإعمار، كما قامت سياسة بيع الأوهام على تشكيك الشعوب في مكتسباتها بعد الاستقلال عن المستعمر، فتم الترويج إلى أن الأنظمة الوطنية لم تنجز أي شيء.. وادعت أن الربيع العربي سيحمل خيرا وفيرا يصل إلى الجميع، لكن حبال الكذب قصيرة، فالنتيجة كانت الفساد والمعاناة وانهيار الخدمات وتعقد سبل الحياة، لقد تم بشكل ممنهج تدمير إنجازات ضخمة بذلت الشعوب جهودا لتحقيقها، فخربت العراق وسوريا وليبيا التي كانت من أكثر الدول العربية تقدما في التعليم والصناعة والبنى التحتية، ودمرت اليمن وتوقف البناء في تونس، ولولا يقظة الجيش في مصر لما اختلف حالها عن شقيقاتها”.