الوطن| رصد
قال القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة بلقاسم حفتر، إنّ عملية الكرامة “أشرف من أن تكون انقلابًا عسركيًّا أو مشروعًا عسكريًّا لحكم ليبيا”.
وخلال الاحتفال بالذكرى الثامنة لعملية الكرامة، قال المشير إنّ عملية الكرامة “اكتسبت صفة الثورة وخلصت الوطن من قبضة الإرهاب وأفشلت مشروعات الإرهابيين بتحويل ليبيا إلى مركز رعب يُهدد أمن العالم”، مضيفًا أنّ الهدف من العملية كان حماية الليبيين وثرواتهم من أن تقع في أيدي الإرهابيين لينفقوها في تمويل جرائمهم.
وأكد المشير أنّ الكرامة “لم تكن مشروعًا حكوميًا لإدارة شؤون البلاد وتلبية الاحتياجات اليومية وتقديم الخدمات بل كانت وسيلة لفتح الطريق أمام الشعب لبناء دولته على النمط الذي يناسبه”، مضيفًا أنّه “رغم إنجازات الكرامة، فمشروع بناء الدولة على أسس دستورية وإرادة شعبية لم ير النور حتى الآن”، وأنّ “الساحة السياسية لم تشهد إلا الإخفاقات وانسداد الأفق وتفاقم الصراع، ولا غرابة في ذلك مادامت الاتفاقات المحلية والدولية لم تكتسب شرعيتها من إرادة الشعب”.
وشدد المشير على دعم المؤسسة العسكرية لأي مسار يهدف لبناء الدولة وحرصهاا على وقف إطلاق النار وتقديم حسن النية والرغبة في المصالحة، مجدّدًا الدعوة إلى الحاضر والمستقبل ونسيان الماضي والعمل لطمأنة الأطراف على “الجدية في السلام” على حدّ وصفه.
وتابع القائد العام: “كنا أول الداعين لانتخابات شفافة ونزيهة تنتج سلطات تكتسب شرعيتها من الشعب، ولم نترك مبادرة للسلام التوافق إلا كنا سباقين لدعمها، وتجاهلنا كل الادعاءات التي تسيء للجيش وقيادته وعفونا عن كل من اتهمنا بأننا دعاة حرب ونسعى لاغتصاب السلطة بالقوة”.
وأضاف: “كان هدفنا أن يشعر المواطن أن ليبيا تتقدم إلى الأمام، ولكن الواقع كان يزداد سوءا وزاد إحباط المواطنين ونفد صبرهم مع زيادة الأخطار المحيطة بالوطن، ولم يكن هناك سبيل إلا أن يمتلك الليبيون زمام المبادرة لرسم خارطة طريق دون وصاية من أحد”، مشدّدًا أنّ “على الليبيين إدراك أن المستقبل لا تبنيه الصدفة ولا الوعود الجوفاء” على حد تعبيره.
وقال المشير إنّه لا بد من تحريض المواطن على أن يمارس بنفسه حقه الطبيعي في اختيار من يمثله بالوسائل السلمية، وإنّ “الشعب هو مصدر السلطات وهو السيد على أرضه ولسنا بحاجة لفلاسفة أو وعاظ ليبينوا لنا عملنا أو يعلمونا حب الوطن”، مضيفًا: “من واجه أعتى أنواع الإرهاب نيابة عن العالم هو في غنى عن تلقي الدروس في الوطنية والبطولة، ومن يخامره الشك في ذلك فإن عملية الكرامة كفيلة بنزع الشك وزرع اليقين”.