الوطن|رصد
قدّم نائب رئيس الحكومة منتهية الولاية، رمضان أبوجناح، استقالته من منصبه الإضافي كوزير مكلف للصحة، بعد فضيحة مديرة مستشفى العيون (ورئيسة لجنة توطين العلاج بالداخل) رانيا الخوجة، بالاشتراك مع مسؤولين في ووزارة الصحة، باستيراد شحنة قرنيات مخالفة للمواصفات من دولة سيريلانكا بغرض تحقيق أرباح غير مشروعة، وما تبعها من محاولة منحها منصبا إضافيا كرئيسة للهيئة الوطنية لزراعة القرنية لأن منصبها كرئيسة للمستشفى لا يمنحها تلك الصلاحيات المحصورة في هيئة القرنية.
وتأتي استقالة أبوجناح بعد ضغوط مورست عليه من رئاسة الحكومة منتهية الولاية، في ظل التحقيقات التي تجريها هيئة الرقابة الإدارية في الموضوع.
يأتي ذلك في وقت امتلأت فيه صفحات بموقع فيسبوك بإعلانات ممولة تحمل ذات الخبر المزيف بصياغة موحدة وهو أن “الدكتورة رانيا نجحت لأول مرة بعد 12 عاما في استجلاب قرنيات وزراعتها للمرضى الليبيين”.
لكن الحقيقة أن الخوجة لم تجلب شحنة القرنيات المخالفة إلا في نهاية شهر 5 (مايو) الماضي، في حين أن الهيئة الوطنية لزراعة القرنية بفريقها الحالي هي من قامت في شهر 3 (مارس) الماضي لأول مرة منذ 2013 (أي منذ 8 سنوات وليس 12 سنة – الأمر الذي يبدو أنه غاب على رانيا) في استجلاب قرنيات للمرضى الليبيين من أمريكا والشروع في توزيعها على المستشفيات لإجراء عمليات للمرضى داخل المدن الليبية المختلفة.
وكانت وسائل إعلام نشرت تفاصيل المؤامرة التي تسعى من خلالها “رانيا” إلى الاستحواذ على منصب الهيئة الوطنية لزراعة القرنية كمنصب إضافي ثالث بالإضافة إلى منصبيها الحاليين مقابل رشوة بلغت حسب المصادر ربع مليون دينار، الأمر الذي وُصف “بالمؤامرة المفضوحة” للتغطية على الفضيحة ومنح المذكورة مزايا وفرص إضافية على حساب المصلحة العامة، خاصة في ظل ما تعانيه أعمالها الحالية من فشل يصفه المرضى والأطباء بالذريع، ما أحدث ضجة ولاقى استياءً واسعا في الأوساط الصحية.
وكانت شحنة القرنيات السيرلانكية التي جلبتها الخوجة قد أوقفت في مطار معيتيقة في أواخر مايو الماضي لعدم اختصاص مستشفى العيون بهذا الأمر، ليتم بعد ساعات الإفراج عليها بشكل مخالف للقانون بقرار من وكيل وزارة الصحة.