ليبيا

صوان: نفوذ الميليشيات دليل على ضعف الدبيبة

ليبيا| رصد

قال رئيس الحزب الديمقراطي الليبي، محمد صوان، إن ما يجري في ليبيا الآن هو محطة مفصلية خطيرة جدا، ستتجه ليبيا بعدها إما نحو الاستقرار أو المزيد من الانقسام.

وأكد صوان في مقابلة مع “عربي 21” أن إرادة الليبيين الآن تخضع للاختبار، وعليهم أن يبرهنوا عن وعيهم، داعيا النخب الليبية إلى مغادرة حالة الصمت السلبي، والتدخل بصورة إيجابية من أجل استعادة زمام المبادرة.

الميليشيات ترفض دخول باشاغا العاصمة خوفاً من الملاحقة القانونية

وأشار صوان إلى أن دخول حكومة باشاغا إلى طرابلس لم يُمنَع نتيجة قدرات الدبيبة، بل بسبب وجود المجموعات المسلحة المستفيدة من استمرار الفوضى، والتي تقتات على تهريب الوقود والبشر والمخدرات وغيرها، ووجدت في حكومة الدبيبة ضالتها؛ فهي تتخذ منها غطاءً شرعيا مقابل استمرارها.

وتابع أن هذه المجموعات لا ترفض دخول باشاغا للعاصمة إلا خوفا من الملاحقة الملاحقة القانونية والقضائية، نظرا لتورطها في جرائم تهريب وفساد وجرائم ضد حقوق الإنسان؛ وهم يعلمون بأن باشاغا رافض لاستمرارية وجودهم وسيطرتهم على مرافق الدولة.

 نفوذ الميليشيات دليل على ضعف الدبيبة

وأكد صوان أن نفوذ تلك المجموعات المسلحة يعد دليلا صارخا على ضعف حكومة الدبيبة، وفشلها في منع تواصلاتهم مع أجهزة المخابرات في العديد من الدول، معتبرا أن باشاغا يعي جيدا كل تلك التعقيدات، وهو مطلع بشكل كامل وكافي على كل ما يجري داخل وخارج البلاد، وعندما قرّر عدم الانجرار إلى أي صدام مسلح فهو يدرك أبعاد وخفايا الوضع .

وأضاف: “إذا تم تفكيك هذه الأسباب التي أشرت لها فإن الصدام إن حدث سيكون بسيطا وضيقا للغاية، وسيكون دخول الحكومة للعاصمة طرابلس سلسا وأسهل مما يتصور الجميع.. ولكن هذا يحتاج من حكومة باشاغا والداعمين لهذا التوافق الوطني إلى صبر وجهد طويل.

باشاغا رجل الحرب ورجل السلام
ووصف صوان باشاغا ب”رجل الحرب” في جميع ظروفها، وب “رجل السلام” حينما جلس مع خصومه في بنغازي، رغم كل الانتقادات التي وُجهت له، وللحزب الديمقراطي، بسبب دعم هذا التقارب، مضيفا: “إلا أن هذه الخطوة الشجاعة قد فتحت أبواب التواصل بين كل الأطراف من أبناء الوطن الواحد، ونتائج ذلك تتضح يوما بعد يوم تجاه إبعاد شبح الحروب، وتعزيز خطاب المصالحة بدلا من خطاب الكراهية الذي كان سائدا، وهذا في حد ذاته نجاح له ما بعده مهما كانت العراقيل”

واعتبر الدخول السلمي لباشاغا إلى العاصمة طرابلس، تأكيدا منه على وعوده بالمحافظة على المسار السلمي، وهو بذلك “أقام الحجة على مَن يلومه على العمل من خارج العاصمة، وللأسف كل ذلك أعطى رسائل سلبية للداخل والخارج عن سيطرة بعض المليشيات على العاصمة، وعلى مؤسسات الدولة فيها”

الجماعات المسلحة تقتسم العاصمة وتوزع التخصصات

وحمّل صوان حكومة الدبيبة مسؤولية سيطرة المجموعات على العاصمة طرابلس وتقسيمها بينها، حتى أصبحت كل مجموعة منها تعتبر جزءا من طرابلس ملكا ومغنما لها، وأصبحت توزع التخصصات فيما بينها من السيطرة على خطوط تهريب الوقود الليبي إلى معابر حدودية معينة، ومجموعة أخرى تسيطر على تهريب البشر، وأخرى لتهريب المخدرات وتشارك الحكومة حتى في السيطرة على الوزارات والمؤسسات الكبرى والسفارات.

وأكد أن عددا كبيرا من هذه المجموعات مستعدة للانخراط في المؤسسات الرسمية بشكل فردي، والالتزام بالقوانين إذا وجدت حكومة لها رؤية ومشروع لإعادة دمج وتأهيل هؤلاء الشباب بشكل مدروس.

دعم التوافق على حكومة باشاغا رصيد للحزب الديمقراطي

وأكد صوان أن حزبه لا يدعم باشاغا لذاته، بل يدعم مشروعه، والذي حقق توافقا بين الليبيين، وجمع كامل ليبيا، حتى لو وُجِدت بعض التنازلات من كل الأطراف، معتبرا أن دعمهم لهذا المشروع أعطى للحزب تواجدا عبر فروعٍ جديدة في مدن ومناطق كانت تحمل تصورات مشوشة ومشوهة عن الحزب وقياداته ورموزه بحكم تاريخها السياسي خلال فترات الصراع السابقة.

وأضاف: “دعم التوافق هو رصيد استراتيجي للحزب الديمقراطي على المدى المتوسط والبعيد، ولن يُنقص من رصيدنا السياسي شيئا، بل ونعتبره واجب وطني، وهو جزء من مشروعنا النضالي الذي نؤمن به وقام على أساسه حزبنا والهادف إلى إقامة دولة مدنية ذات سيادة، تتبنى النموذج الديمقراطي وتطبقه على كامل التراب الليبي بعيدا عن الانقسام .

اختيار حكومة باشاغا بادرة توافق وطني غير مسبوق

واعتبر صوان أن اختيار حكومة فتحي باشاغا يعد بادرة توافق وطني غير مسبوق وليس مجرد تسمية ما حكومة جديدة فقط، وهو توافق بين مجلسي النواب والدولة يجب أن يدعم لاستعادة الإرادة الليبية واستكمال باقي المسار الدستوري والانتخابي

وأكد أن الغالبية الصامتة من الليبيين قد ملت الحروب والنزاعات والانقسامات والتشظي، ويريدون أن يروا وطنا موحدا مجتمعا يسوده الأمن والرخاء والوئام، وبالتالي فعموم الناس تؤيد هذا التوافق وما نتج عنه من حكومة، بل وينتظرون دخولها للعاصمة طرابلس وممارسة مهامها، ولكن نظرا للوضع الراهن وتفضيل بعضهم لعدم الدخول في صدامات مع أي طرف أو تفويت بعض المصالح مع بقاء الحكومة الحالية؛ فيميل الأغلب إلى انتظار بوادر النجاح .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى