ليبيا
بعيو “يوجه” نصيحة للمشري بعد إنذار غالبية أعضاء مجلس الدولة
الوطن|رصد
قال رئيس هيئة الإعلام الليبية الملغاة، محمد بعيو، إنّ بيان أعضاء مجلس الدولة يعدّ إنذاراً لرئيس المجلس خالد المشري مفاده بضرورة التوقف نهائياً عن استخدام طريقته العقيمة في المناورة وإضاعة الوقت وإهدار الفرص المتاحة للتفاهم الوطني على الحلول الناجعة والممكنة للكارثة التي تعانيها منذ سنوات.
وبحسب منشور لبعيو على “فيسبوك” فإنّ الإنقسام الأفقي والرأسي والشقاق والصراعات التي دمرت ما تبقى من الدولة وخربت البلاد والاقتصاد، وآذت الليبيين جميعهم، ما عدا طبقة شاذة ناشزة عن مسار العذاب الشامل والعناء الكامل، تتمثل في بضعة مئات من اللاعبين الفاشلين، والمتلاعبين الفاسدين من سياسيين مزعومين، وعملاء للخارج، وزعماء للعصابات المسلحة الخارجة على الدين وعلى القيم وعلى القانون.
وأضاف بعيو أنّ “المسؤولين أمام الله وأمام التاريخ والليبيين عن كوارث السنوات الماضية، والذين من بينهم للأسف خالد المشري الذي ما أن أُتيحت له الفرصة لإعادة إنتاج نفسه بعد تطهيرها مما علق بها من أدران، بسبب مشاركته في حقبة الصراعات والفتن، أثناء المؤتمر اللاوطني وما بعده، حتى نكص عنه، وانقلب على عقبيه، واستمر في إيذاء نفسه بدل إصلاحها، وانتهج ذات الأسلوب القديم، الذي قوامه المناورة بكل شيء، حتى لو ضاع الوطن ليبقى هو حيث هو في مناصبه ومكاسبه”.
واعتبر بعيو أنّ “المراوغة مع كل شركاء المسار الصراعي حلفاء وخُصماء، حتى تيقن الجميع بما فيهم رفاقه السابقون في جماعة الإخوان المسلمين، وزملاؤه الحاليون في المجلس الدولة، ومحاوروه في مجلس النواب، أن خالد المشري لا يمكن التفاهم معه، ولا أن يكون شريكاً في أي تفاهم أو اتفاق، ذلك أنّه ما أن يبرم اتفاقأ حتى ينقضه”.
وتابع بعيو “نعم أنت يا سيد خالد المشري تنقض غزلك، وتُضيع فُرصك وتخسر نفسك، وتؤذي وطنك وأهلك، إذ تظن واهماً أنك تستطيع أن تلعب مع الجميع في ملعبك أنت، وأن تتلاعب بالجميع كيفما شئت، وأن تكون الرابح الوحيد بين كل الخاسرين، وذلك والله هو الخسران المبين”.
وأوضح أنّ “البيان الصادر عن المجموعة الأكبر من أعضاء مجلس الدولة، ضد مواقف وتلاعبات رئيس المجلس، يقول بصريح العبارة، إن صبر هؤلاء الأعضاء قد نفد، وإن خطوتهم القادمة والمؤكدة بعد هذا التعطيل لعمل المؤسسة الإستشارية الهامة، الشريكة للسلطة التشريعية بموجب الإتفاق السياسي، التي لن يقبل الوطنيون أن يأخذها المشري رهينة، ولا أن يستخدمها وسيلةً سيئة للإبتزاز المُبتذل لخصومه ولشركاء المسار السياسي، ستكون إخراجه من رئاسة المجلس”.
واعتبر بعيو أنّ :المشري سيخسر فرصته التي يطمح إليها في انتخابات التجديد لرئاسة مجلس الدولة، التي صارت قريبة، خاصةً بعدما خسر إضافةً إلى الأعضاء المستقلين بالمجلس، كتلة حزب العدالة والبناء، وبعض الحلفاء السابقين، الذين لم يعد حتى أكثرهم شططاً يتحملون أو يقبلون هذا التقافز البهلواني لرئيس مجلسهم، الذي لا يثبت على موقف، ولا يفي بالتزام، ولا يقيم وزناً للرفاق وللزملاء وللمؤسسة، التي لم ولن تكون إقطاعيةً خاصة له ولا لغيره، ولن يعود إلى رئاستها بالتأكيد ذلك الأهوج السابق الحاقد المريض المأفون، فمجلس الدولة يزخر بالأكفاء والقادرين والوطنيين، يختار من بينهم رئيساً له يصدق مع نفسه ومع الليبيين”.
وبين بعيو “أن خسارة خالد المشري لرئاسة مجلس الدولة، تعني أنه خسر كل شيء، فهو لا يملك واقعياً أي مصدر للقوة والحضور والتأثير الساسي والشعبي، عدا هذا المنصب الذي سيخسره، ولن يجد معه داعمين أو مساندين حتى في محيطه الإجتماعي والمناطقي”.
وفي ختام منشوره قدم بعيو نصيحة للمشري مفادها “أنا لست صاحب مصلحة شخصية في بقائك بمنصبك أو خروجك منه، فمصلحة الوطن أكبر وأبقى وأجدر بالحرص والإحترام، أن تراجع نفسك وتتراجع عن غيّك، وتحترم وتلتزم بما اتفق عليه نهائياً مجلسا النواب وللدولة، في فبراير الماضي، بتعديل الإعلان الدستوري، واعتماد القاعدة الدستورية، واختيار الحكومة الليبية الجديدة، والخروج من حوار القاهرة بمسار عملي نهائي، يُنهي الإنسداد والإحتقان، وينقذ البلاد من عبث عبدالحميد الدبيبة مغتصب السلطة منعدم الشرعية، ويُبعد عن لــيـبـيــا مخاطر الإنحدار لا سمح الله نحو صراع دموي جديد، يخسر فيه كل الليبيين، وتحيق فيه اللعنة بكل المتآمرين والخائنين، فلا تكن يا صديقي الذي أحترمه رغم خلافي معه، من أولئك الخائنين الهالكين، فإن الله سبحانه لا يهدي كيد الخائنين”.