الوطن| رصد
قال الكاتب التونسي حبيب الأسود، إن بوادر الحرب لا تزال تلوح في الأفق في غرب ليبيا نتيجة إصرار رئيس الوزراء المؤقت المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة على التمسك بالسلطة مهما كلف الثمن.
وأضاف الأسود في مقال بصحيفة “العرب”، أنه بات واضحاً أن العواصم الغربية لا تريد حلاً للأزمة التي بدأت عام 2011، لكنها ترغب فقط في وضع أيديها على منطقة جغرافية وثروة وعقد المزيد من الصفقات.
وأشار الكاتب إلى استقبال الدبيبة للسفير التونسي لمناقشة أنشطة رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا في تونس، وتحدث الدبيبة عن ضرورة التنسيق مع السلطات التونسية للسيطرة على المنافذ الحدودية المشتركة. وبدا أنه يوجه رسالة إلى الرئيس التونسي قيس سعيد يطالبه فيها بمنع باشاغا من الوصول إلى المناطق الحدودية.
ولم يوضح الدبيبة أسباب حالة الجمود في العلاقات بين ليبيا وتونس، والتي عزاها كثيرون إلى دعمه الخفي للإخوان المسلمين في المنطقة ككل وفي مصر وتونس على وجه الخصوص. هذا الارتباط هو في الواقع جزء من التحالف الذي أوصله إلى السلطة في فبراير 2021، وفق الكاتب.
ورأى الكاتب أن “الدبيبة قرر أن يمد يده إلى مراكز صنع القرار. يعرف كيف يتلاعب بالميليشيات وأصحاب المصلحة وكيف يرقص مع العواصم الغربية ويمنحهم ما يحتاجون إليه، سواء كانت وعودًا أو صفقات أو تنازلات. ويؤكد له مستشاروه أنه لمواصلة حكم دولة غنية مثل ليبيا، فإنه يحتاج فقط إلى إتقان لعبة العلاقات الخارجية. قيل له إنه يجب أن يسيطر فقط على مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط والمؤسسة الليبية للاستثمار”.
وأكد الأسود أن “الوضع في ليبيا اليوم مريع وقد تواجه البلاد كارثة قريبًا. السبب الرئيسي هو أن الدبيبة لن يتخلى عن السلطة بسهولة. وتدعمه الميليشيات الرافضة للمصالحة الوطنية وتوحيد القوات المسلحة لأنها ترى مصيرها مرتبطا بقدرتها على إبقاء الوضع على ما هو عليه. كما أنه يحظى بدعم الإسلاميين الذين يرون أن الانقسام في البلاد يسهل عليهم السيطرة على مقاليد السلطة. كما أنه مدعوم من قبل الدائنين الأثرياء ولصوص المال العام وأباطرة الفساد في الداخل والخارج”.