الوطن|رصد
يبدو أن أيام رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة معدودة في طرابلس، وفق الباحث السياسي الفرنسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، باسكال إيرولت.
وقال إيرولت، إن الدبيبة تولى رئاسة الحكومة الجديدة في 10 مارس 2021 ، منهيا 10 سنوات من الأزمة السياسية والعسكرية، لكن بعد عام من وصوله إلى السلطة بدعم من تركيا وموافقة روسيا والغرب، لم يعد عرّابه التركي يدافع عنه بنفس الحماسة.
وأكد إيرولت أن “أنقرة تمارس ضغوطا إيجابية لإقناعه بالتخلي عن منصبه”، خاصة بعد تعيين فتحي باشاغا رئيسا للوزراء من قبل البرلمان، لكن الدبيبة يرفض ترك منصبه، وأعلن أنه لن يسلم السلطة إلا “لحكومة منتخبة”، في تكرار للسنوات من 2014 إلى 2021 عندما كانت هناك حكومتين في البلاد.
بالنظر إلى التطورات الجارية على الساحة الليبية، يرى باسكال إيرولت أن الدبيبة في موقف صعب حيث تناقش تركيا مع فتحي باشاغا، الأوضاع السياسية في البلاد للوصول إلى توافق يسهل عملية تسليم السلطة.
ويعدّ هذا التوازن غير المستقر يقلق تركيا التي لا تريد استئناف القتال بينما يحظى فتحي باشاغا بدعم الميليشيات في مصراتة (التي ينتمي إليها أيضًا) وقوات المشير حفتر في الشرق.
ووفقًا لموقع AfricaIntelligence على الإنترنت، رحب مستشارو الرئيس أردوغان ورئيس استخباراته، هاكان فيدان، بممثلي باشاغا في الفترة من 22 إلى 24 مارس في تركيا. وكان الوفد مكوناً من الرجل السابق في المجلس الرئاسي الليبي أحمد معتيق والرئيس السابق لهيئة الحوار الوطني فاضل الأمين ووزير الدولة لشؤون الحكومة محمد أحمد فرحات.
وقال الباحث المتخصص في ليبيا، جليل جرشاوي، إنّ مجرد حقيقة أن تركيا تقول إنها تظهر موقفاً محايداً وتهتم بفتحي باشاغا هي بالضرورة نذير شؤم لدبيبة، حيث قد ينتهي الأمر بالميليشيات التي لا تزال موالية له في طرابلس إلى إدراك أن الانتقال أمر لا مفر منه وأن أنقرة نفسها تميل نحو موقف تصالحي.
وأضاف أن روسيا ومصر والإمارات وفرنسا تراهن بالفعل على باشاغا بينما تمنحه الولايات المتحدة ميزة الشك، حيث تود تركيا الحصول على ضمانات بشأن العقود الممنوحة للجماعات التركية والحفاظ على الاتفاقيات الدفاعية والحدود البحرية الموقعة نهاية عام 2019 “النفط والبناء”.
وفي الأشهر الأخيرة، اقتربت تركيا من مصر والإمارات، كما تعمل على زيادة الاتصالات مع “المعسكر الشرقي” وتهدف إلى إعادة فتح قنصلية في بنغازي قريباً لتسهيل عودة شركاتها إلى برقة، فضلاً عن كون فتحي باشاغا أعطى تطمينات لأنقرة على استمرار نشاطها، وليس هناك ما يضمن أنها ستفي بالتزاماتها.
وتعرف الرئاسة التركية فتحي باشاغا جيداً، إذ عملت معه عن كثب عندما كان وزيراً للداخلية في الحكومة المؤقتة في طرابلس، من 2018 إلى 2021. وقد أنقذ تدخل تركيا في ذلك الوقت حكومة السراج.